في منتصف القرن التاسع عشر بعدما غزت فرنسا الجزائر وجدت نفسها في تماس مع المغرب فقررت الاستفادة من الحقوق الجغرافية والتاريخية للقيام بغزو متعاقب للمغرب وسكانه المحصورين بين الجبال والبحر لإقامة إمبراطورية فرنسية جنوب المتوسط على أنقاض (إمبراطورية الغنى) التي توجد في مأزق يسهل أمر غزوها وتحقيق ما كانت تطمح فيه كل الحكومات الفرنسية حسب تصريح النائب "موريس روفيير" بالجمعية الفرنسية...
من هنا يأتي التدوير الذي يثير هذا الكتاب الانتباه له، حيث سيتحول الغزو والإدارة المباشرة للتهدئة باسم السلطان، والاستعمار الاستيطاني، إلى مسعى التطوير ونشر السلم في بلاد يدافع سكانها بقوة وشراسة كل محاولة ملغومة للتجديد، وبنفس القوة والحماسة كل سلطة غازية قادمة من الخارج