يضم هذا الكتاب مقالات ودراسات وتقارير وبيانات... صادرة عن مؤسسات وشخصيات وطنية؛ توثق جانبا هاما من تاريخ الكفاح الوطني في سبيل سيادة اللغة الرسمية للدولة المغربية، وتبرز رؤية قيادات ورموز الحركة الوطنية في موضوع تعريب التعليم؛ الذي أجمع الوطنيون على كونه مبدأ أساسيا في السياسة التعليمية.
لقد كان التعليم هو حصان طروادة الذي استغله المستعمر لإخضاع المغرب وتمكين سلطته الثقافية على أرضه؛ ففي خطاب للمنتدَب هاردي وجهه لمجموعة من المراقبين المدنيين بمكناس سنة 1920 قال: "بدءا من عام 1912 دخل المغرب تحت الحماية الفرنسية، وأصبح بموجب ذلك أرضا فرنسية. ولكننا معشر الفرنسيين نعرف أن انتصار السلاح لا يشمل كل النصر: إن القوة تبني الإمبراطوريات، ولكنها ليست هي التي تضمن لها الدوام، إن الرؤوس تنحني أما الحراب، بينما تظل القلوب تغذي نار الحقد والرغبة في الانتقام، يجب إخضاع النفوس بعدما تم هزم الأبدان، وإذا كانت هذه المهمة أقل صخبا من الأولى فإنها لا تقل عنها صعوبة، وهي تتطلب في الغالب وقتا أطول".
يهدف مركز بلعربي العلوي للدراسات التاريخية من خلال إصدار هذا الكتاب إلى الإسهام في المحافظة على الذاكرة الوطنية في هذه القضية، والتحسيس بأهميتها البالغة؛ المرتبطة بكرامة المواطن وتحرر الوطن وسيادته السياسة وتنميته الاقتصادية